حياتك من صنع افكارك

حياتك من صنع أفكارك



بقلم / منصور ابوغنيمة

** أرسم لنفسك هدفاً يليق بمثلك ..

لعلك أخي كغيرك من بني البشر ذوي الهمم العالية والاهتمامات السامية تتطلع إلى الوصول لمستقبلك المشرق والجميل الذي تـراه هدفاً مرسوماً بين عينيك ، ولعلك كلما نظرت إلى ذلك الهدف ابتسمت ابتسامة مشرقة وملأت قلبك عزماً وتصميماً لتحقيقه، وقد تشمر عن ساعد الجد لتسير نحوه وأنت تنظر إليه ؛ لكنك تجد أن هناك ما يحول بينك وبينه، فيمنع انطلاقك ، أو يعيق مسيرك ولعلَّ تلك العوائق التي تعترض طريقك وتحول دون وصولك أشبه ببحيرة آسنة مليئة بالتماسيح المخيفة التي أن حاولت السباحة فيها للوصول إلى مستقبلك فإنها ستهوي بك إلى سحيق أو ستخرج منها - إن قدر لك الخروج حياً – ممزقاً أو مجنوناً ..

ولذا فإنني لا أنصحك أن تكون أحمقاً وتقتحم تلك البحيرة ، كما أنني لا أقول لك أن تظل تراوح مكانك ولا تنطلق نحو هدفك؛ بل أقول : ابحث عن بدائل، وفكر خارج مربع راحتك، فكر بوسائل بديلة تقتحم فيها تلك البحيرة دون أن تصاب بأذى ، أو ابحث عن طرق أكثر أمناً توصلك إلى مستقبلك المأمول دون أن تمر بتلك البحيرة.. وحذار التخاذل والبقاء دون حراك ؛ فإنه انتحار ودمار، وحذار الانهزام من أول خطوة فإنه خيبة وانكسار ..

فإن لم تجد طريقاً آخر ، وانعدمت الوسيلة المناسبة، فاجلس إلى نفسك ، وتمعن في تلك اللوحة الجميلة القابعة خلف تلك البحيرة ... انظر إليها مرة ثانية وثالثة .. فلعل نظرك قد أخطأك في المرة الأولى فنظر إلى هدف هو في الحقيقة ليس هدفك .. فلربما رأيت أناساً ينظرون إلى جهة معينة فنظرت مثلهم !! ونسيت أنك فريد ومتميّز في شخصيتك وأخلاقك وقيمك ، فلا تنظر بعين غيرك بل انظر ببصرك وبصيرتك نحو المستقبل المأمول ، وسل نفسك : هل هذا هو مستقبلي الحقيقي الذي أنشده وأحلم به؟ هل هو ما يترجم قناعاتي وقيمي ؟ هل هو الذي يتناسب مع قدراتي وطاقاتي ؟ هل هو ما يتلاءم مع خبراتي وثقافاتي ؟ هل هو الذي يشبع اهتماماتي وطموحاتي؟؟؟

فلا تقلد أحداً ولا تدع أحداً يرسم لك هدفك ، فإن حياتك ومسقبلك من صنع أفكارك أنت ، فانظر إلى نفسك من أنت ، ثم ابحث عن مستقبلك أنت أين وجهته، فإنه بلا شك أعظم إشراقاً وأبها صورة ، فرائعو الأفكار والهمم ؛ مستقبلهم رائع ومشرق بلا شك وتأكد من صحة وجهتك قبل أن تنطلق ، فلربما كان هدفك في جهة وقدماك يقودانك نحو وجهة أخرى ، فصحح وجهتك من خلال النظر الثاقب في العواقب ، فإنك إن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً. وبادر بسؤال نفسك وأنت تنظر إلى الأمام؟ هل هذه هي وجهتي الصحيحة ؟؟

** فكر بشكل إيجابي ومتفائل

فإن لم تجد اطمئناناً ، فحاول أن تغير مرتكز نظرك ، ولف حول نفسك حتى تصل إلى الاتجاه الصحيح الموجه نحو مستقبلك الرائع .

فإن وجدت نفسك – رغم ذلك – تتخبط دون أن تقوى على حراك ، وتأكدت أن ذلك البعيد الذي حال بينك وبينه بحيرة مهلكة هو مستقبلك ؛ فلا تبتئس .. وخذ نفساً عميقاً .. وأمعن النظر في البحيرة ..

فلربما أنه ليس هناك بحيرة في الأساس ، وإنما كان ذلك مجرد وهم وسراب وبحيرة من نسج خيالك ، وأن طريق مستقبلك سهل لا تقف دونه العوائق ولا تكتنفه العقبات ، وكل ما في الأمر أنك كنت تهول الأمر على نفسك وتفكر بعقيلة الضحية فرأيت الأشياء كئيبة وقاتمة، وظهر أمامك شكل بحيرة مهلكة ، أو أنك حصرت نفسك في زاوية ضيقة فنظرت منها لهدفك الكبير ومستقبلك العظيم ، فبدا لك صعب المنال، مستحيل التحقق؛ فأغلقت على نفسك كل الطرق !!

ولذا فإن الأمر جد سهل!! جرب أن تغير الزاوية التي تنظر من خلالها لهذا الهدف الموصل لذلك المستقبل ، وحرر عقلك، واجعل نظرتك أكثر شمولية ، وفكر بشكل إيجابي ومتفائل، وواجه مخاوفك ، وحتماً ستجد صورة أخرى أو طرقاً أكثر أمناً وسهولة توصلك إلى مستقبلك .. ولكن ثق أن أي طريق تسلكه لن يكون سهلاً محضاً وآمناً بشكل مطلق، فالطريق الذي لا تجد فيه العقبات والأشواك ، ستجد فيه العديد من الملذات والمغريات التي إن ركنت إليها فإنها ستصرفك عن مستقبلك المشرق، وتجرك إلى أتون الكسل القاتل والنعيم الزائف الذي يعقبه ألم وندم!! فانء بنفسك عن كل ذلك.. وكن رابط الجأش قوي الإرادة قائداً لنفسك نحو الخير ..

** ركز على هدفك وتجاهل أعداء النجاح

فإذا أيقنت أن مستقبلك أمام عينيك ، وأنك قد يممت نحو الوجهة الصحيحة ، واتخذت الوسيلة المناسبة لتصل إلى هدفك ؛ فول وجهك شطره ، وتقدم بعزيمة قوية نحوه ، بخطى وثيقة ، ونظرة متبصرة ، وقلب واع , وعقل يقظ ، بمعنى أنك لا تسر إليه بقدميك فحسب ، بل بكل جوانحك وحواسك ومشاعرك وقواك وطاقتك ..

وحذار أن تصرفك عن وجهتك تلك ما قد يبدو لك من تحف وجواهر منثورة عن يمين طريقك ويساره ، وثق أنك ستجد نصيبك من كل ذلك حالما تصل إلى مسقتبلك وتحقق هدفك الحقيقي، وأنك ستجد أعظم وأفضل مما يمر عليك ، فلا ترض بالدون ، ولا تجعل تلك الملذات تعرقل سيرك الدءوب ..

وحذار أن تعير اهتماماً لأصوات المثبطين( أعداءالنجاح) الذين يجدونك تعيش هدفك وتحث المسير نحو مستقبلك دون كلل أو ملل ؛ فيغيظهم منك ذلك .. يغيظهم تحركك مع سكونهم ، ونشاطك مع كسلهم ، ونجاحكم مع فشلهم، وعصاميتك مع تعاظمهم ؛ فانبروا عن يمينك ويسارك يزعقون ويلوحون لك ، علّهم يجدون منك إعارة لتك الزعقات ، أو اهتماماً لتلك التلويحات، ولو بالتفاتة بسيطة تعرقل سيرك ولو للحظات.

وثق بأنهم لن يهدأ لهم بال ولن يهنأ لهم عيش إلا بركونك إلى ماهم فيه من جمود وتخلف ، وأن تكون مثلهم تائه الفكر مشرد الضمير ، دون هدف أو دليل .فحدد هدفك بتبصر ودراية ، واختر الوسيلة بعلم وعناية ، وارفع رأسك ، وثق بربك ، وتسلح بالإيمان ، وكن شجاعاً مقداماً ، وعاقلاً حكيماً ، وانطلق نحو المستقبل المأمول وأنت تتذوق طعم النجاح الذي سيتحقق بعون الله ، وعش بالأمل دون ملل !!

مشكور كتير اخي علي المعلومات القيمة ويعطيك العافية